قوله تعالى: {أفمن يَخلق كمن لا يخلق} يعني: الأوثان، وإِنما عبَّر عنها ب {مَن}، لأنهم نحلوها العقل والتمييز، {أفلا تَذَكَّرون} يعني: المشركين، يقول: أفلا تتعظون كما اتعظ المؤمنون؟ قال الفراء: وإِنما جاز أن يقول: {كمن لا يخلق}، لأنه ذُكر مع الخالق، كقوله: {فمنهم من يمشي على بطنه، ومنهم من يمشي على رِجْلَيْن} [النور 45]، والعرب تقول: اشتبه عليَّ الراكب وجملُه، فما أدري مَن ذا مِن ذا، لأنهم لما جمعوا بين الإِنسان وغيره، صلحت {مَن} فيهما جميعاً.قوله تعالى: {وإِن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} قد فسرناه في [إِبراهيم: 34].قوله تعالى: {إِن الله لَغفور} أي: لِما كان منكم من تقصيركم في شكر نِعَمه {رحيم} بكم إِذ لم يقطعها عنكم بتقصيركم.قوله تعالى: {والله يعلم ما تسرون وما تعلنون} روى عبد الوارث، إِلا القزاز {يسرون} و{يعلنون} بالياء.